مواقع التواصل الاجتماعي تنافس وسائل الدعاية الانتخابية التقليدية

يرى بعض المتعاملين في الشبكة العنكبوتية (الانترنت) ان مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت في الوقت الحاضر احدى مقومات نجاح الحملات الدعائية لمرشحي الانتخابات كونها توفر الوقت والجهد والتكلفة في ايصال الرسالة الى اكبر عدد من الجمهور، فيما انتقد البعض استغلال تلك المواقع كونها غير خاضعة للرقابة في اغلب الاحيان.

ويقول حسين كاظم صاحب مقهى للانترنت في منطقة الحرية ببغداد:ان مواقع التواصل الاجتماعي "كالفيس بوك والتويتير والواتساب والفايبر" امست تعج باسماء المرشحين الجدد للانتخابات البرلمانية المقبلة كونها من وسائل الدعاية قليلة الكلفة ولا تحتاج الى جهد كبير، اضافة الى وصولها لاكبر عدد من الجمهور، مشيرا الى ان بعض المرشحين يستعينون احيانا بمصممي المواقع الالكترونية المحترفين في حملاتهم الدعائية.

ويرى مصطفى جاسم "مصمم مواقع الكترونية"ان الحملات الانتخابية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي من اكثر الحملات اناقة من ناحية تجميل صور المرشحين واختيار العناوين والبرامج الانتخابية البارزة التي تؤثر في اكبر عدد من مرتادي تلك المواقع، مبينا ان استغلال الطرق والارصفة للدعاية الانتخابية اصبح ظاهرة تقليدية تحتاج الى جهد كبير، فضلا عن صعوبة ازالتها عن الشوارع بعد الانتخابات، لافتا الى ان استغلال مواقع التواصل يمكن مرشحي الانتخابات من تعزيز وجودهم والدعاية لبرامجهم الانتخابية في خارج البلاد.

الى ذلك، انتقد المهندس المختص في البرمجيات الالكترونية كرار صبري استغلال مواقع التواصل الاجتماعي في الدعاية الانتخابية كونها منفلتة احيانا وغير خاضعة للمراقبة من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، مبينا ان المدة قبيل الانتخابات تشهد دائما حملة اختراق "تهكير" لمواقع بعض المسؤولين المرشحين في الانتخابات من قبل بعض القراصنة في الشبكة العنكبوتية، وذلك لمنع المرشح من استغلال موقعه الالكتروني في الدعاية الانتخابية.

من جهته، لاحظ مهند عبد الكاظم احد مرتادي مقاهي الانترنت ازدياد اقبال المرشحين على تصميم صفحات مميزة على مواقع التواصل الاجتماعي للاعلان عن قوائمهم الانتخابية، حيث تعد مواقع التواصل حاليا احد ابرز وسائل الدعاية الانتخابية، اضافة الى عمل البوسترات والكارتات الملونة لصور المرشحين.

واشار الى ان موعد بدء الحملات الانتخابية امسى وسيلة لكسب الرزق نتيجة الاقبال المضطرد للمرشحين على عمل تلك الصفحات مقابل اجور مادية، اذ اصبحت هذه الوسيلة الدعائية تزاحم بقية الوسائل نتيجة لبساطتها واتاحتها للمشاهدة لاي مرتاد لمواقع التواصل بغية التعرف على هوية المرشح، عادا في الوقت نفسه اسلوب التهجم وتشويه صور المرشحين والتلاعب بها غير حضاري.

يذكر ان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قد اعلنت في بداية نيسان الحالي انطلاق الحملة الدعائية للائتلافات والكيانات السياسية والمرشحين لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة وحثتهم على احترام الأنظمة وقواعد السلوك التي وضعتها المفوضية في نشر دعاياتهم.