استفاضت الروايات في أن هذه السورة إنما نَزَلَتْ رداً على
من عاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالبتر ( أي عدم الأولاد )
بعد ما مات أبناء الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، وهم :
القاسم ، وعبد الله فالأبتر هو المنقطع نَسلُه
وقصة هذه السورة هي : أن العاص بن وائل السهمي
كان قد دخل المسجد بينما
كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) خارجاً منه ،
فالتقَيَا عند باب بني سَهْم ، فَتَحَدَّثَا .
ثم دخل العاص إلى المسجد ، فسأله رجال من قريش ،
كانوا في المسجد :
مع من كنت تتحدث ؟ فقال : مع ذلك الأبتر .
فنزلت سورة الكوثر على النبي ( صلى الله عليه وآله )
فالمراد من الكوثر هو : الخير الكثير ، والمراد من الخير الكثير :
كَثرَة الذُّرِّيَّة ،
لِمَا في ذلك من تَطْييبٍ لِنَفْسِ النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
وَرُوِيَ أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال لخديجة
قبل ولادة فاطمة ( عليها السلام ) :
هَذا جِبرَئِيلُ يُبَشِّرُنِي أَنَّها أُنثَى ، وأَنَّهَا النَّسلَةُ ، الطاهرةُ ، المَيْمُونَةُ
وأنَّ الله تبارك وتعالى سيجعل نَسلِي مِنها ، وسيجعل مِن نَسْلِهَا أئمة ،
ويجعلُهُم خلفاء في أرضه بعد انقضاء وحيه .