جئت لا أجهلُ قصدي لا ومن أين أتيت
دلَّني عقلي وقلبي أين أمضي فمضيت
وسأبقى ماشياً إن شئتَ هذا أم أبيت
ليس عن جبرٍ ولكن باختيارٍ.. أنت تدري
أبصر القلبُ عليَّاً فأتى يسعى إليه
وأناخ العقلُ ركبَ الفكر في ذلٍّ لديه
ورأى كلَّ البرايا أمرها بين يديه
كيف يختارُ سواهُ؟ مَن سواهُ؟ انت تدري
مولداً في البيتِ بيت الله جلَّت من بداية
ورعاهُ حجرُ وحيِ اللهِ أنعم بالرعاية
ثمَّ في المحرابِ لبَّت روحُهُ عزَّت نهاية
وبهذا لا شريكٌ لعليٍّ .. أنت تدري
قد أبى اللهُ قريناً لاسمِهِ يوم تجلَّى
غيرَ إسمِ المصطفى والمرتضى إن حلَّ حلَّا
مَن رآى القلبُ مثالاً إذ دنى ثم تدلَّى
رتبةٌ جبريلُ لا يرقى إليها.. أنت تدري
ضربةُ المولى لعمروٍ عدلت كلَّ ثوابْ
منذُ خلقِ الخلقِ قدماً وإلى يومِ الحسابْ
كيف قاسوهُ بقومٍ يستحقُّونَ العذابْ
لا يُسوَّى بين فردوسٍ ونارٍ.. انت تدري
مَن إليهِ الذِّكرُ أومى عندهُ علمُ الكتابْ
من هو الأقضى بنصِّ المصطفى دون الصِّحابْ
مَن لعلمِ الطُّهر طه لم يكنْ إلَّاهُ بابْ
لو دريتم ما رويتم لاهتديتم.. أنت تدري
قال جبريلٌ ببدرٍ لا فتى إلا عليْ
وبِخُمٍّ قال طه: حيدرٌ بعدي الوليْ
خوَّنوا الوحيَ عناداً أوَّلوا النصَّ الجليْ
قدَّموا العبدَ على السيِّدِ جوراً.. أنت تدري
قال إبراهيمُ {من ذريتي} واللهُ قال:
لا ينالُ العهد عهدي من أتى ظلماً بحال
مَن مِن الأصحاب لم يظلم بفعلٍ أو مقال؟
عابدُ الأوثانِ أم مَن جلَّ وجهاً .. أنت تدري
قيلَ لي: أنت مغالٍ في عليٍّ قلتُ: مهلا
ما سمعتم عن علاهُ غيرَ حرفٍ ليس إلَّا
فعليٌّ فوق مدحي فوق مدح الخلقِ أعلى
كعبُهُ داس المعالي واعتلاها.. أنتَ تدري
عاذلي دعني وشأني ليس يُجديكَ الملامْ
كلَّما لُمتَ غرامي زادني اللومُ غرامْ
رُمتَ أن تنهى فؤادي عنهُ يا بئسَ المرامْ
فأنا في الحبِّ عبدٌ لعليٍّ.. أنت تدري
قبلَ أنْ تعتِبَ قل لي: هل عرفتَ المرتضى
وبعين السخطِ قد أبصرتَ أم عينِ الرِّضا
أم هو القلبُ عليلٌ ويعاني المرضا
لو توخَّيتَ صواباً لم تلمني.. أنتَ تدري
جلْ مليَّاً في صحاح القومِ إذ فيها الكفاية
لترى أنَّ عليَّاً ظلموهُ في الدِّراية
لا تسلني كم حديثٍ أتلفوهُ كم رواية
خبرُ المنعِ شهيرٌ ليس يخفى.. أنت تدري
رغمَ منعٍ لحديثٍ ضلَّ فيهِ الناسُ مسرى
رغمَ تعذيبِ ابنِ هندٍ مَن روى في الآلِ أمرا
طبَّق الأكوانَ ذكرُ المرتضى وازدادَ نشرا
فهو نورُ اللهِ يأبى اللهُ يُطفى.. أنت تدري
اسمعنْ مني بياناً فيهِ تُهدى للصوابْ
مَن لِطه كعليٍّ في دنوٍّ واقتراب
مثلُ المختارِ والكرارِ ماء وتُرابْ
عندَ فَقد الماءِ كيفَ الطُّهرُ قل لي: أنت تدري
حاجةُ الكلِّ إليهِ وهو عن كلِّ غنيُّ
دلَّتِ الكلَّ عليهِ أنَّ مولاهم عليُّ
ذا بيانٌ للفراهيديِّ معناهُ جليُّ
مَن تُرى الأولى غنيٌّ أم محوجٌ.. أنت تدري
يا حليفَ الله من حينِ الزمانِ الأولِ
يا وليَّ اللهِ يا عِدلَ الكتابِ المنزَلِ
يا صفيَّ اللهِ يا نفسَ النبيِّ المرسَلِ
يا أمينَ اللهِ لا يخفاكَ شيءٌ.. أنت تدري
سيدي هبني دواءً باتَ دائي لا يُطاقْ
أنا عبدٌ كلُّ خوفي أن يحينَ الإنعتاقْ
أنتَ إنْ اعتقتني للقيدِ بالذلِّ أُساقْ
من أرادَ العزَّ يحيا لك عبداً.. أنت تدري
سيدي إنْ حانَ أنْ أمضي إلى دارِ القرارْ
كن أنيسي يا أنيسَ الرُّوح عند الإحتضارْ
وإذا لُحِّدتُّ فاحضرْ وانتشلني من عثارْ
قلَّ زادي لرُقادي ومعادي.. أنت تدري
*
يا إلهي اجعل مماتي في تولِّي حيدرِ
كي نوافيهِ إذا ما حلَّ يومُ المحشرِ
وبيمناهُ نُروَّى من معينِ الكوثرِ
هذه #أمنية #الشيعيّ ربي.. أنت تدري
~~~~~~~~~~~~~~