كان علي ابن الحسين يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة
كما كان يفعل أمير المؤمنين كانت له خمسمائة نخلة
فكان يصلي عند كل نخلة ركعتين
وكان إذا قام في صلاته غشي لونه لون آخر
وكان قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل
كانت أعضاؤه ترتعد من خشية الله عز وجل
وكان يصلي صلاة مودع يرى أنه لا يصلي بعدها أبدا
ولقد صلى ذات يوم فسقط الرداء عن أحد منكبيه
فلم يسوه حتى فرغ من صلاته
فسأله بعض أصحابه عن ذلك ، فقال : ويحك أتدري بين يدي من كنت ؟
إن العبد لا تقبل من صلاته إلا ما أقبل عليه منها بقلبه
فقال الرجل : هلكنا ، فقال : كلا إن الله عز وجل متمم ذلك بالنوافل
وكان ليخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب على ظهره
وفيه الصرر من الدنانير والدراهم وربما حمل على ظهره الطعام أو الحطب
حتى يأتي بابا بابا فيقرعه ثم يناول من يخرج إليه وكان يغطي وجهه
إذا ناول فقيرا لئلا يعرفه فلما توفي فقدوا ذلك
فعلموا أنه كان علي بن الحسين
ولما وضع على المغتسل نظروا إلى ظهره وعليه مثل ركب الإبل
مما كان يحمل على ظهره إلى منازل الفقراء والمساكين
ولقد كان يأبى أن يواكل أمه (المراة التي ربته)
فقيل له يا ابن رسول الله أنت أبر الناس
وأوصلهم للرحم فكيف لا تواكل أمك ؟
فقال : إني أكره أن تسبق يدي إلى ما سبقت عينها إليه
ولقد حج على ناقة له عشرين حجة فما قرعها بسوط
فلما نفقت أمر بدفنها لئلا يأكلها السباع
ولقد سئلت عنه مولاة له فقالت :
ما أتيته بطعام نهارا قط ، وما فرشت له فراشا بليل قط
ولقد كان يعول مائة أهل بيت من فقراء المدينة
وكان يعجبه أن يحضر طعامه اليتامى والأضراء والزمني والمساكين
الذين لا حيلة لهم وكان يناولهم بيده
ومن كان منهم له عيال حمل له إلى عياله من طعامه
وكان لا يأكل طعاما حتى يبدأ فيتصدق بمثله
الخصال